الحلقة الثالثة (علامات الاسم)

فالاسم يعرف بالخفض والتنوين ودخول الألف واللام عليه، وحروف الخفض” (فالاسم) الفاء هذه يسمونها إيش؟ طالب: استئناف. استئناف، ها طيب غيره، هذا الذي نقول: يمكن طالب العلم يتخرج من الجامعة […]
فالاسم يعرف بالخفض والتنوين ودخول الألف واللام عليه، وحروف الخفض”
(فالاسم) الفاء هذه يسمونها إيش؟
طالب: استئناف.
استئناف، ها طيب غيره، هذا الذي نقول: يمكن طالب العلم يتخرج من الجامعة ما يعرف بعض ما في هذه المقدمة من شروحها.
طالب: تقسيم.
كيف؟ تقسيم؟! كذا؟ من معانيها التقسيم؟
طالب: الفصيحة.
الفصيحة، الفاء هذه الفصيحة، وهي واقعة في جواب شرط مقدر إذا أردت معرفة ما تقدم”فالاسم يعرف فالخفض والتنوين ودخول الألف واللام عليه”، “فالاسم” بدأ به لأنه أشرف من الفعل والحرف، “يعرف” يتميز “بالخفض” وهذا تعبير كوفي، والبصريون يقولون: “الجر”هذا تعبير كوفي، هم الذين يقولون: الخفض ومخفوض، هذا حرف خافض، بينما البصريون يقولون: جر مجرور، وهذا جار، بالخفض، والخفض أصله ضد الرفع، وذلكم لأن العلامة تكون تحت الحرف، وهذا معنى الخفض، بخلاف الرفع، فالعلامة تكون فوق الحرف، “بالخفض والتنوين” التنوين: نون ساكنة تلحق أواخر الكلمات المعربة لفظاً لا خطاً، تقول: (جاء زيدٌ)، (رأيت زيداً)، (مررت بزيدٍ)، هذا تنوين، وهو نون ملفوظ بها، نون ساكنة ملفوظ بها؛ لكنها لا تثبت في الخط، ويستغنى عن هذه النون بتكرير العلامة، فبدلاً من أن تكون الضمة واحدة ضمتين، وبدلاً من أن تكون النصب حركة واحدة تكون مكررة، وكذلك علامة الجر، هذا التنوين، “بالخفض والتنوين ودخول الألف واللام عليه”، (أل) ابن مالك -رحمه الله تعالى-: 

بالجر والتنوين والنداء وأل *** ومسندٍ للاسم تمييزٌ حصل

وهنا قال: “بالخفض والتنوين ودخول الألف واللام عليه”، اكتفى بثلاث لأن الكتاب مؤلف للمبتدئين ويأخذون ما زاد على ذلك من كتب المرحلة التي تلي مرحلة المبتدئين، (بالجر والتنوين والندا وأل) وهناك قال: “ودخول ألف واللام” أيهما أولى أن يقال: بـ(أل) أو بالألف واللام؟
طالب:………
نعم، (أل) لماذا؟ نعم الأولى (أل) لماذا؟ الآن الداخل الحقيقي هو (أل) بمعنى حرفين من حروف المباني أو ألف وللام حروف معاني وليست حروف مباني، فالداخل على الاسم حرف مبنى وإلا حرف معنى؟ حرف مبنى، ويختلفون أيضاً هل الداخل على الاسم (أل) هذه بالحرفين معاً أو اللام فقط، ولذا يقول الإمام مالك:

أل حرف تعريفٍ أو اللام فقط *** …………………………………

“بالخفض” علامة الاسم دخول الخافض عليه، حرف الجر، قد يقول قائل: هذه العلامة لا تختص بالاسم، لماذا؟ لأنها قد تدخل على حرف؟ كيف تدخل على الحرف؟ إذا قلنا: (مررت بزيدٍ) زيد مجرور بالباء، الباء حرف فدخلت عليها الباء، بالباء، مجرور بـ (مِن) ومِن حرف، مجرور بـ (إلى) وإلى حرف، كيف دخل الحرف على الحرف؟ وهم يقولون: الجر من علامات الاسم؟
طالب:…….
كيف؟ ما أسمع؟ اسم الحرف، طيب و(من) و(على)؟ نعم أنت تريد تسمية هذا الحرف لا تريد الحرف نفسه،
إذا قلت في الإعراب: (مِن حرف جر) كيف تعرف (مِن) هذه؟ (مِن حرف جر) هذه جملة مفيدة، تعرب (مِن) إيش؟ مِن حرف جر، من هذه إعرابها مبتدأ؛ لأنه ليس المراد من الكلمة اعتبارها حرفاً، وإنما المراد تسمية هذا الحرف بهذا اللفظ، فلا يرد مثل هذا على قولهم: أن الجر أو الخفض من علامات الاسم.
“التنوين” قد يدخل على إيش؟ هو يدخل على الاسم، (رأيت زيداً)، (مررت بزيدٍ)، (جاء زيدٌ) ما في إشكال يدخل على الاسم ومن علامات الاسم؛ لكن يدخل على الفعل وإلا ما يدخل؟ التنوين؟
طالب:……..
نعم! {لَنَسْفَعًا} [(15) سورة العلق]؟ النون هذه تنوين وإلا نون توكيد؟ نون توكيد خفيفة، وهنا ينبغي التنبه لشيء، وهو أن القرآن متلقىً بالرواية فيبقى رسمه كما تُلقِي، ويبقى لفظه كما سُمِع، ولذا تجدون في القرآن بعض ما يختلف عن قواعد العربية {وَيَدْعُ الإِنسَانُ} [(11) سورة الإسراء]، {ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ} [(64) سورة الكهف] هو من حيث العربية الأصل (يدعو) لكن هذا الرسم لا يجوز تغييره، (ذلك ما كنا نبغي) ما يوجد جازم، {لَنَسْفَعًا} وإن كتبت بالتنوين إلا أنها نون توكيد مخففة من الثقيلة، {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا} [(32) سورة يوسف] مثلها، مخففة وهذه تأتي في علامات الفعل، ودخول الألف واللام عليه، قد تدخل (أل) هذه على الفعل:

ما أنت بالحكم الترضى حكومته *** ……………………………………

لكن (أل) هذه ليست (أل) التعريف، ليست (أل) التعريفية، وإنما هي موصولة، أصلها (الذي ترضى حكومته)
بعد هذا ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- حروف الجر، حروف الخفض على حد تعبيره، وأطال فيها ذكر منها:
“وحروف الخفض وهي: مِن وإلى وعن وعلى”
“من وإلى وعن وعلى” حروف الخفض منها (مِن) وهي لابتداء الغاية، و(إلى) هي لانتهاء الغاية: (سرتُ من الرياض إلى مكةَ) حرفا جر أولهما لابتداء الغاية، والثاني لانتهائها، ابتداء الغاية من الرياض ونهاية الغاية إلى مكة، و(عن) والحروف هذه حروف معاني، ولذا يحسن بطالب العلم أن يعنى بالعوامل الجرجانية، وأيضاً ما فوق العوامل كـ(مغني اللبيب) فيه معاني جميع الحروف، و(عن) للمجاوزة والمفارقة، و(على) للعلو والاستعلاء.
“وفي ورب والباء والكاف واللام”.
و(في) وهي للظرفية، (الماء في الكوز) و(رب) وتستعمل للتقليل والتكثير، (رب رجلٍ كريمٍ لقيته) و(الكاف) وهي للتشبيه، (زيد كعلي)، و(اللام) وهي للملك، (المال لزيد) وشبهه (الجل للفرس) و(القفل للدار).
“وحروف القسم وهي الواو والباء والتاء”.
من حروف الجر حروف القسم، وهي (الواو) وتختص بالاسم الظاهر، ولا يجوز القسم بغير الله -جل وعلا-، ((من حلف بغير الله فقد أشرك)) فهي مختصة بالاسم الظاهر، تقول: (والله، والرحمن، والرحيم)، و(الباء) وهي تدخل على الظاهر والمضمر كيف تقول؟ بالله؟ تدخل على المضمر؟ الباء؟! كيف؟! به وتسكت كذا؟
طالب:…….
بالله انتهى على الظاهر، صارت على الظاهر، (أقسم به) الآن الباء هذه حرف قسم أو جار ومجرور متعلق بأقسم وفهم القسم من أقسم؟ هم يمثلون بقسمٍ لا يجوز: (بك لأفعلن) يمثلون بهذا، ويقولون: أنها تدخل على الظاهر والمضمر، إذا مضى ذكر الرب -جل وعلا-، أثنيت على الله -جل وعلا-، وذكرت اسمه فقلت: (به لأفعلن كذا) هذا حرف قسم، فتكون إذاً دخلت على الضمير، كما تقول: بالله، فتدخلها على الظاهر.
(التاء) {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ} [(57) سورة الأنبياء] تالله، وهي مختصة بهذا اللفظ وإن سمع (تارب الكعبة) الأصل: (برب الكعبة) و(التاء) من حروف القسم (تالله)، وهي مختصة بلفظ الجلالة، وسمع (تارب الكعبة) كالباء؛ لكنه قليل.

أ.الدسوقي السيد