قصيدة (كان وأخواتها) وأمتنا
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
كانَ الَّتِي أَعْـيَـتْكَ أَمْ أَخَواتُها**فَعَزَفْتَ عَنْ لُغَـةٍ تَجِلُّ صِفاتُـها
ما أَسْهَـلَ اللُّغَـةَ الَّتِي اسْتَصْعَبْتَها**لو كُنْتَ تَسْمَعُ ما يقولُ نُحاتُـها
وإِلَيْـكَ أَمْثِلَـةً تُريكَ سُـهولةً**فِي النَّحْولا تَخْفى عَلَيكَ سِماتُها
قُلْ: “كانَتِ” الأَمْجادُ دَيْدَنَ أُمَّتـي**حَتَّـى رماها بالْهَـوانِ سُباتُـها
“صارَ” التَّمَزُّقُ فـي الْخُطوبِ لِباسَها**حَتَّـى تَعَـرَّتْ واسْتَبانَ شَتاتُـها
“أَمْسى” اختِلافُ الرَّأْيِ عُـنْواناً لَها**فَتَشَـعَّبَتْ واسْتَفْحَلَتْ أَزَماتُـها
ويُقالُ: “ما انْفَكَّ ” الْجِهادُ مُعَـطَّلاً**حَتَّى أُبِيحَـتْ لِلْعِـدا حُرُماتُـها
ويُقالُ: “ما بَرِحَ ” السَّـلامُ خِيارَها**حَتَّى استراحَ مِنَ الْعَناءِ غُزاتُـها
وتقولُ: “ما فَتِئَ ” الْحِصارُ وَسـيلَةً**لِلْحاقِـدينَ لِكَيْ تَلـينَ قَناتُـها
ويَجوزُ قَوْلُكَ: “أَصْبَحَتْ ” مَطْلوبَـةً**لِتَكـونَ نَهْـباً لِلْوَرى ثَرَواتُـها
ويَصِحُّ قَوْلُكَ: “ليسَ ” فيهـا بَلْـدَةٌ**إِلاَّ أَرادَ بِها الشُّـرورَ عِداتُـها
وتَقُولُ:”باتَ ” الْمَسْجِدُ الأَقْصى على**وَشْكِ الضَّياعِ وما انْجَلَتْ غَفَلاتُها
“وَيَظَلُّ ” يَصْرُخُ جُرْحُهُ فـي أُذْنِـها**حَتَّـى يُـبادِرَ بالدَّواءِ أُسـاتُها
“ما زالَ ” مِعْـراجُ النَّبِـيِّ يَحُـثُّـها**مُتَوَسِّـلاً ألاَّ تطـولَ سِـناتُها
“أَضْحى” تُرابُ الْقُدْسِ يَسْأَلُ أُمَّتـي**لِمَ لا تُرَفْـرِفُ فَوْقَـهُ راياتُها؟
ومِنَ الْمُؤَكَّـدِ قَوْلنُا:” سَتَظَلُّ ” فـي**مِحَـنٍ إِلى أن تَنْتَهي غَفَواتُـها
ومِنَ الْجَهالَـةِ أَنْ يقولَ عِداتُها: ** “أَضْحَتْ “على وَشْكِ النَّفادِ حَياتُها
ما دامَ رَبُّ الْكَوْنِ يَرْعـى أُمَّتـي**فَمِنَ الْحَماقَـةِ أن يُرادَ مَماتُـها
منقول
بقلم عاطف عكاشة
أ.الدسوقي السيد