–
5 يونيو, 2012نشر فى: أخبار المركز
كتب- حامد سعد
يأتي الاهتمام بالطلبة الوافدين من مختلف دول العالم للدراسة بالأزهر، في مقدمة أولويات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، باعتبارهم سفراء للأزهر وللإسلام يساهمون في ترسيخ وسطيته ومبادئه وقيمه السمحة.
وتتركز المشكلة الكبرى التي تواجه الطلبة الوافدين في حاجز اللغة الذي يتسبب في تعثر الكثيرين منهم في الدراسة، فأكثرهم لا يعرف إلا القليل من العربية، وبفضل جهود الإمام الأكبر أمكن التغلب على هذا الحاجز من خلال المركز العالمي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، الذي وافق المجلس الأعلى للأزهر مؤخراً على افتتاحه وتشكيل مجلس إدارته وتحديد قواعد القبول به.
وأكد أسامة ياسين نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، أن نظام الدراسة بالمركز يعتمد على 10 مستويات، كل منها يتضمن 80 ساعة دراسية، موضحًا أن هذا المركز يمنح الطلاب الأجانب الوافدين فرصة أكبر في إدراك وتعلم صحيح الدين بمنهجه المعتدل من خلال الدراسة في الأزهر.
وقال إنه سيتم خلال الفترة المقبلة افتتاح فروع لهذا المركز في مختلف دول العالم لنشر لغة القرآن الكريم.
وأوضح أن المركز يعتبر بمثابة انطلاقةٍ قويةٍ تخدم رسالة الأزهر والرابطة العالمية لخريجي الأزهر خلال المرحلة المقبلة حيث يؤهل الطلاب الوافدين تأهيلاً شاملاً يمكنهم من التعمق في دراسة العلوم العربية والشرعية، دون أن يحدث لديهم أي لبسٍ أو سوء فهمٍ، إضافة للسفراء والعاملين في مجال السلك الدبلوماسي، موضحًا أن المركز يتبع مشيخة الأزهر، وتديره الرابطة العالمية لخريجي الأزهر.
كما أضاف أن الدراسة في المركز سوف تكون من خلال مجموعة من الخبراء والمتخصصين، على أعلى مستوى في مجال تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وقال إن المركز سوف يتضمن برنامج التعليم عن بُعد لمن أراد من جميع أنحاء العالم في ضوء توجيهات فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب.
وشدَّد على حرص الرابطة على الاهتمام بالطلاب الوافدين والدارسين بجامعة الأزهر، وتذليل كافة الصعوبات والتحديات التي تعترضهم والمتمثلة في الحاجز اللغوي، وقد تم التغلب على ذلك من خلال جناحين الأول: افتتاح كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين غير الناطقين باللغة العربية، والثاني: مركز تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وقال إن هذه الكلية وهذا المركز يساهمان في أداء رسالة الأزهر العالمية نحو نشر صحيح الدين بمنهجه المعتدل، والرد على حملات التشويه.
الأفضل في العالم
كما أكد أن مركز اللغة العربية لغير الناطقين بها سوف يكون أفضل مركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها على مستوى العالم، حيث يعمل وفق نظام محكم وإستراتيجية بعيدة المدى. وأوضح أن الهدف من البرنامج التعليمي داخل المركز أن يتقن الطالب أو الطالبة الوافدة حوالي 3 آلاف كلمة عربية من الأسماء والأفعال والحروف إضافة لتمكين الطالب من التعامل مع القاموس العربي بهدف زيادة حصيلته من اللغة العربية ومعرفة معاني الكلمات الغامضة التي قد تصادفه يوميًا في مجال تخصصه سواء كان يدرس علوم اللغة العربية أو الشريعة أو أصول الدين.
وأشار إلى أن المركز سيعقد دوراتٍ تخصصيةً لمن يرغب في تعلم مصطلحات بعينها كالمصطلحات الاقتصادية أو الاجتماعية وغيرها.
وأضاف أن المركز يركز – حسب رؤية فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ورئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر- على إعداد كوادر بشرية لإتقان أصول تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، موضحًا أنه من المستهدف في المستقبل افتتاح فروع للمركز بشتى أنحاء العالم؛ بهدف نشر لغة القرأن الكريم وقد بدأت تصل لنا طلباتٌ بذلك من عدة دولٍ على مستوى العالم منها ماليزيا وأمريكا وبريطانيا إضافة لطلبات من دول أخرى جاري دراستها.
اختبار دولي
وأضاف ياسين أن الطاقة الاستيعابية للمركز سوف تستوعب أكثر من 1000طالب، وسيكون المركز المعمل الذي سنطور فيه عملية تعليم اللغة العربية عن بُعد، بحيث تكون وفق أحدث التقنيات، وسيكون هناك اختبارٌ عالمي لتحديد مستوى الطالب في اللغة العربية أسوة باللغات الأخرى (على غرار التويفل).
من ناحية أخرى أكد عددٌ من الطلاب الوافدين أن فكرة المركز سوف تكون انطلاقةً حقيقيةً تُضاف لإنجازات فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الذي يدعمهم ويذلل أي صعوباتٍ قد تواجههم .
يقول إمري فتمي بن إزير (طالب وافد) من إندونيسيا: “عانينا سنوات طوال في الدراسة الجامعية بسبب عدم التزام أعضاء هيئة التدريس التحدث باللغة العربية الفصحى مما أثّر سلبًا على التحصيل لدينا، لكن جاءت فكرة تخصيص كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين، ومعها معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لتكون نواة حقيقية لدعم المسيرة التعليمية لمن يتم تأهيلهم ليكونوا سفراء في شتى دول العالم”.
وأشار إلى الخدمات الجليلة التي كانوا يفتقرون إليها خلال الفترة الماضية، وقدمتها لهم الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، ومنها المشاركة في المؤتمرات الدولية والندوات الثقافية التي تدعم التواصل بين الأزهر وخريجيه بما يخدم الإسلام. وأضاف أنه بفضل كل هذه الجهود التي يبذلها فضيلة الإمام الأكبر، جاءت نسبة النجاح في كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين في العام الماضي 100%، ولم يرسب أحدٌ؛ مما كان له عظيم الأثر في نفوس الطلاب الوافدين، وأكدوا قائلين “اليوم نحن سفراء حقيقيون للأزهر الشريف”
يذكر أن الأزهر الشريف يدرس به طلابٌ من 118 جنسية.