بسم الله الرحمن الرحيم
بناء برنامج متكامل فى الدين الإسلامى لدارسى اللغة العربية من الأجانب
وتأثيره على تنمية مهارات القراءة والاتجاه نحو تعلم اللغة العربية
إعداد
د/ أحمد حسن محمد علي
المقدمة:
إن اللغة هي وعاء الثقافة في أي مجتمع وأداة التعبير عنها، ووسيلة من وسائل إثرائها، وهي- أي اللغة وإن كانت جزءا من الثقافة إلا أنها في ذات الوقت أداة التعبير عنها وتسجيلها وحفظها ونقلها وتطويرها، وهى المرآة التي تعكس حياة أصحابها الاجتماعية والثقافية من عقائد وتقاليد وقيم ومثل ومبادئ، وأخلاثق وتعاملات ونظم وعلوم وفنون وتربية ..إلخ (محمود الناقة:2004،21).
وإذا صدق هذا على اللغات عامة، فإنه يصدق على لغتنا العربية خاصة، فهى وعاء حضارة واسعة النطاق، ممتدة التاريخ، فلقد نقلت إلى البشرية فى فترة ما أسس الحضارة وعوامل التقدم، فمن الثابت تاريخيا أن العربية قد حملت أمانة نقل علوم اليونان، وفلسفتهم إلى العالم أجمع فى عصوره الوسطى، وفى أكثر فتراته إظلاما، كما أنها كانت إحدى لغتين فى العالم بأسره تكتب بها الفلسفة والعلوم، وذلك فيما بين القرن الثامن والقرن السادس عشر، حينما كانت العربية فى الشرق، واللاتينية فى الغرب.
وتتمثل أهمية هذه اللغة فى كونها لغة القرآن حيث ارتبطت بالإسلام ارتباطا كبيرا، فهى اللغة الدينية لجميع المسلمين فى جميع أنحاء العالم سواء أكانوا يتكلمون العربية أم لا يتكلمونها، وهم يتلون القرآن الكريم فى أصله العربى، وليست هناك ترجمة فى أى لغة يمكن أن تستخدم بديلا عن الأصل العربى، كذلك فالصلوات الخمسة ينبغى على كل مسلم أن يؤديها بالعربية، ومثل هذا يقال عن بقية شعائر الإيمان والعبادات (فتحى يونس: 1978،24).
ونظرا لهذه الأهمية فقد لقى تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها اهتماما كبيرا فى جمهورية مصر العربية، وفى غيرها على المستوى العربى والعالمى، حيث أنشئت العديد من المراكز التى تهتم بتعلمها، حيث نعيش فى عالم يحمله الاختلاف بين أبناء البشرية، ويثيره التناقض والتعدد، ولا مكان فيه لمن يرفض الآخر بثقافته ولغته ودينه، فالتواصل بين الأمم بات أمرا حتمياً لا خيارا حضاريا ترضاه الأمم أو ترفضه (هالة عبد الحفيظ: 2009، 4)؛ ولذلك تتزايد أعداد الأجانب المقيمين فى وطننا العربى يوما بعد يوم، وتتعدد أغراضهم؛ ما بين مقيم بداعى العمل، سواء أكان فى التجارة أم الصناعة أم الطب، فضلا عن الهيئات السياسية والدبلوماسية، أو ما بين مقيم بداعى العلم والبحث فى الجامعات العربية، وما بين زائر يفد بغرض التعرف على الآثار والحضارة، وقد يكون الغرض أعمق من هذا، وهو أن يتصل بمتحدثى هذه اللغة، ويمارس لغتهم، ويفهم تقاليدهم ويعيش ثقافتهم (فتحى يونس: 1978، 179).
وهذا التنوع فى الدوافع وأغراض الدارسين للغة العربية يتطلب تنوع الصيغ اللغوية التى تقدم إليهم؛ وأن مستوى اللغة التى تقدم لهم وحدودها وخواصها وصيغها ومفرداتها وتراكيبها يجب أن يكون ملائما لأوضاعهم ومحققا لأهدافهم من تعلمها (السيد جمعة:2010، 6)؛ ولذلك لم تقتصر برامج تعليم العربية على لغة الحياة أو ما يسمى بالبرامج العامة أو التقليدية لتعليم العربية، بل امتدت هذه البرامج لتشمل برامج تعليم اللغة لأغراض خاصة، وهى البرامج التى توجه لجمهور ذى صفات خاصة تنفرد برصيد لغوى قد لا يتكرر عند جمهور آخر، مثل: تعليم العربية للعاملين بالقطاع السياحى أو الاقتصادي، أو الثقافي، أو التعليمي، أو القطاع الصحي (رشدى طعيمة:2002، 7). غير أن ما يؤسف له أن البحث وتطوير مناهج تعليم العربية لأغراض خاصة وأساليبه لم يخط خطوة واحدة إلى الأمام بهذا الاتجاه، ولم يصل بالمتخصصين التفكير بعد فى هذا المنحى يسوق من خلاله تعليم اللغة العربية تبعا لحاجات الدارسين.(السيد جمعة: 2010، 62).
وفي هذا الإطار نحا البحث الحالي منحى تعليم العربية لأغراض خاصة، وهدف بذلك تنمية مهارات الفهم القرائي لدى دارسي اللغة العربية من الناطقين بغيرها؛ وذلك بعد ما أكدته العديد من الدراسات من أن الفهم القرائى أساس لتعلم كل مقروء، فالأصل فى القراءة أن تكون أولا للفهم، وأن هناك ارتباطا دالا بين الفهم القرائى ومستوى التحصيل فى اللغة العربية (بدرالعدل:2001) (حازم محمود:2005) (حاتم البصيص:2007)، كما ثبت لدى الباحث القصور الشديد فى مهارات الفهم القرائي عند تطبيق اختبار في الفهم القرائي على عينة من طلاب مركز الأزهر في المستوى المتقدم، الأمر الذي دعا إلى البحث في سبل تنمية الفهم القرائي لدى دارسي مركز الأزهر من الناطقين بغير العربية.
وفي هذا الإطار اعتمد البحث الحالي على استخدام النصوص الدينية في محتوى البرنامج؛ لتكون أكثر جاذبية للدارسين من غيرها من النصوص، ولأن العديد من الدراسات قد أكدت أن الدوافع الدينية والرغبة فى دراسة الثقافة الإسلامية ومجالاتها المختلفة من أقوى الدوافع التى تحرك هؤلاء الدارسين نحو دراسة اللغة العربية (محمود الناقة: 1984)(شعبان غزالة: 1987)؛ ومن ثم اعتمد البحث الحالي على القضايا الدينية في بناء محتوى البرنامج. كما اعتمد البحث الحالي على المدخل التكاملي في عرض محتوى النصوص الدينية، لما له من أهمية كبرى بين مداخل التعلم، حيث بدأ التكامل كمدخل تدريسي نتيجة ظهور مفهومى الربط والدمج، اللذين ظهرا كرد فعل للانتقادات التي وجهت لمنهج المادة الدراسية عام 1915.(محمد الربعي: 2012، 54)، والتي منها اعتماده على الفصل بين المواد الدراسية، وتفتيت المعرفة العلمية، والتنظيم المنطقى الذي يناسب المعلم ولا يتيح الإيجابية للمتعلم، والانفصال عن الحياة والبعد عن خبرات المتعلم. لكل هذه الانتقادات ظهرت عدة محاولات لتحسين تنظيم المادة الدراسية، وربما ركزت جميعها على “تكامل” المواد وعلى “وظيفية المعرفة” وعلى “سيكولوجية التنظيم”.(فتحي يونس: 2012، 152).
وقد أكدت إحدى الدراسات(فتحي يونس، وآخران:1999، 141-142) على أهمية وضرورة تكامل المعرفة خاصة في مناهج المراحل الأولى من التعليم، وإذا كان تفريع المادة العلمية وظهور التخصص الدقيق ضرورة اقتضتها طبيعة العصر الذى نعيشه نظرا للتزايد المستمر فى حجم المعرفة العلمية الذى جعل المتعلم يقف أمامها عاجزا من أن يلم بأطرافها، فإن هذا التفريع وهذا التخصص لم يفيدا الدارسين، حيث أشارت نتائج الدراسة إلى أن مزايا المنهج المتكامل في تعليم الدين الإسلامى تفوق المزايا التى تنسب إلى منهج المواد المنفصلة، وأن الوحدة قالب مناسب للتكامل في تعليم الدين الإسلامي.
وتأسيسا على ما سبق تحددت مشكلة هذا البحث فى حاجة الدارسين الأجانب إلى برنامج متكامل فى الدين الإسلامى يساعدهم على تنمية مهارات الفهم القرائي، وتنمية الاتجاه نحو تعلم اللغة العربية.
وللتصدى لهذه المشكلة حاول الباحث الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما أهم الموضوعات الدينية المناسبة للدارسين الأجانب؟
2- ما مهارات الفهم القرائي المناسبة لهؤلاء الدارسين فى هذا البرنامج المتكامل ؟
3- ما أسس بناء برنامج فى الدين الإسلامى للدارسين الأجانب؟
4- ما تأثير البرنامج فى تنمية مهارات الفهم القرائى؟
5- ما تأثير البرنامج فى تنمية الاتجاه نحو تعلم اللغة العربية؟
نتائج البحث:
توصل البحث الحالي إلى عديد من النتائج، وفيما يلى عرض موجز لهذه النتائج:
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0,05 بين متوسطى درجات المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية التى درست البرنامج المتكامل فى التطبيق البعدى لاختبار مهارات الفهم القرائى؛ مما يدل على الأثر الإيجابي للبرنامج المتكامل القائم على النصوص الدينية في تنمية مهارات الفهم القرائي. وهذا ما يتفق مع بعض الدراسات التى أكدت على أن استخدام المحتوى الديني لدى غير الناطقين بالعربية له أككبر الأثر في تنمية الفهم القرائي( السيد جمعة:2010).
2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0,05 بين متوسطى درجات المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية التى درست البرنامج المتكامل فى التطبيق البعدى للاختبار التحصيلى، لصالح المجموعة التجريبية. وهذا يتفق مع ما أشارت إليه دراسة (بدرالعدل:2001) على أن هناك ارتباطا دالا بين الفهم القرائى ومستوى التحصيل فى اللغة العربية.
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0,05 بين متوسطى درجات المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية التى درست البرنامج المتكامل فى التطبيق البعدى لمقياس الاتجاه، لصالح المجموعة التجريبية. مما يدل على أن تكوين الاتجاهات المرغوبة أو تعديل الاتجاهات غير المرغوب فيها أمر قائم، حيث إن الاتجاهات أنماط سلوكية يمكن تكوينها وتعديلها بالتعلم، وهى فى تكوينها أو تعديلها تخضع للمبادئ والقوانين التى تحكم أنماط السلوك الأخرى(مصطفى رسلان: 1998).
4- توجد قوة تأثير كبيرة للبرنامج المتكامل فى نمو مهارات الفهم القرائى، والتحصيل، والاتجاه نحو تعلم اللغة العربية، وهو ما يتفق مع دراسة (فتحي يونس، وآخران:1999)، حيث أشارت نتائج دراستهم إلى أن مزايا المنهج المتكامل في تعليم الدين الإسلامى تفوق المزايا التى تنسب إلى منهج المواد المنفصلة، وأن الوحدة قالب مناسب للتكامل في تعليم الدين الإسلامي.
توصيات البحث:
فى ضوء ما توصل إليه البحث الحالي من نتائج يمكن تقديم التوصيات التالية:
أ- توصيات تطبيقية:
– الاستفادة من قائمة الموضوعات الدينية المتضمنة في البحث لتطبيقها في برامج أخرى تعتمد على النصوص الدينية كمحتوى لها.
– الاستفادة من قائمة مهارات الفهم القرائي المتضمنة في البحث لتنمية مهارات القراءة لدارسي اللغة العربية من الناطقين بغيرها في مستويات مختلفة ( المبتدئ- المتوسط- المتقدم).
– تزويد المتخصصين والخبراء باختبار فى الفهم القرائي يمكن تطبيقه لاحقا فى برامج أخرى للناطقين وغير الناطقين بالعربية فى مستويات متعددة.
– الاستفادة من نتائج البحث فى تطبيقات عملية فى مجال تنمية الاتجاهات فى برامج أخرى لغير الناطقين بالعربية نحو تعلم اللغة العربية.
– ضرورة تدريب المعلمين لاسيما الذين يحملون مؤهلات غير تربوية، وذلك ببرامج تدريبية لإشباع احتياجاتهم المهنية اللازمة لمجال التدريس لغير الناطقين بالعربية.
– تضمين برامج تدريب المعلمين طرق التدريس الحديثة، التى تساعد معلمي غير الناطقين بالعربية على التعلم الفردي والتعاوني، والتى تواكب الفكر التربوى الحديث.
ب- توصيات بحثية:
استكمالا لهذا البحث يقترح الباحث القيام بمجموعة من البحوث المكملة مثل:
– إجراء بحوث تجريبية فى مجال استخدام إستراتيجيات التعلم الذاتى للتعرف على الإستراتيجيات الفعالة فى تنمية مهارات الفهم القرائي، والاتجاه نحو تعلم اللغة العربية لدارسي العربية من الناطقين بغيرها.
– برنامج مقترح لتمية مهارات الفهم القرائي فى مستويي الفهم الإبداعي والفهم التذوقي لدارسي اللغة العربية من الناطقين بغيرها.
– إعداد برنامج متكامل فى الدين الإسلامى لغير الناطقين بالعربية بهدف تنمية مهارات الاستماع، والتحدث من خلال المدخل التكاملى.
– إعداد برنامج فى الثقافة الإسلامية لدارسى اللغة العربية الأجانب ليناسب مستويات متعددة (مبتدئ-متوسط- متقدم).
– إعداد برامج ذات أغراض متخصصة للأجانب (الدبلوماسيين- الأطباء- الصحفيين- الخطباء…) فى اللغة العربية.
– الاهتمام بإعداد برامج متنوعة للأطفال الأجانب مراعية المتغيرات المختلفة مثل:(الجنس- الجنسية- الثقافة…)، وتقوم على مداخل متنوعة، كالمدخل القصصى مثلا.
– إعداد برامج فى اللغة العربية تقوم على الأنشطة والوسائط السمعية والبصرية وعلى استخدام الإنترنت وتأثيرها على تنمية مهارات اللغة العربية كالاستماع، والمحادثة.
– بناء برنامج فى الكتابة لأغراض متخصصة ( أكاديمية) وتأثيره على تنمية مهارات الكتابة فى المستويات المختلفة (المبتدئ- المتوسط- المتقدم).
– بناء برنامج فى دراسة الأحاديث النبوية المختارة وتأثيرها على تنمية الثروة اللغوية للدارسين الأجانب.
– بناء برنامج قائم على نصوص قرآنية مختارة وتأثيره على تنمية مهارات القراءة الجهرية وقواعد التجويد للدارسين الأجانب.
– تقويم مناهج تعليم اللغة العربية للأجانب فى ضوء احتياجات الطلاب اللغوية والثقافية بمراكز تعلمها بالقاهرة.
– إعداد برنامج فى الكفايات اللغوية والثقافية والمهنية اللازمة لمعلمى الأجانب فى المستويات المختلفة.
مراجع البحث:
- 1. السيد جمعة عبد الله(2010): فاعلية برنامج مقترح قائم على النص القرآنى في تنمية مهارات اللغة العربية لأغراض أكاديمية لدى المبعوثين غير الناطقين بالعربية بجامعة الأزهر، رسالة دكتوراه غير منشورة، معهد الدراسات التربوية- جامعة القاهرة.
- بدر محمد العدل(2001): فعالية استخدام إستراتيجية التعلم التعاونى فى تنمية بعض مهارات الفهم القرائى لدى تلاميذ الصف الأول الإعدادي، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية التربية- جامعة المنصورة.
- حاتم حسين البصيص(2007): فعالية برنامج مقترح فى تنمية مهارات القراءة والكتابة وتنمية الميول نحوهما لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية فى ضوء الذكاءات المتعددة، رسالة دكتوراه غير منشورة، معهد الدراسات التربوية- جامعة القاهرة.
- حازم محمود راشد(2005): تنمية بعض مهارات القراءة من خلال المحتوى الدينى لدى أبناء الأقليات الإسلامية، مجلة دراسات فى المناهج وطرق التدريس، كلية التربية- جامعة عين شمس،العدد103.
- رشدى أحمد طعيمة ( 2002): تدريس مهارات اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى (المستوى المتقدم)، المغرب، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إيسسكو.
- شعبان عبدالقادر غزالة(1987): بناء منهج لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها من المبعوثين للدراسة فى الأزهر فى المرحلة التأهيلية(الدراسات الخاصة)، رسالة دكتوراه غير منشورة، كلية التربية- جامعة الأزهر.
- فتحى على يونس) 1978(: تصميم منهج لتعليم اللغة العربية للأجانب ، القاهرة ، دار الثقافة.
- فتحي على يونس، محمود عبده، مصطفى عبد الله )1999): التربية الدينية الإسلامية بين الأصالة والمعاصرة، القاهرة، عالم الكتب.
- فتحي على يونس (2012): نظرة في منهج المواد الدراسية المنفصلة (المنهج المصري)، الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة، المؤتمر العلمي الثاني عشر- تحديات تعليم القراءة في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الابتدائية، 11-12 يوليو.المجلد الأول.
- محمود كامل الناقة( 1984): برامج تعليم العربية للمسلمين الناطقين بلغات أخرى فى ضوء دوافعهم، دراسة ميدانية، معهد اللغة العربية، جامعة أم القرى.
- محمود كامل الناقة، وحيد السيد حافظ(2004): تعليم اللغة العربية في التعليم العام، مداخله وفنياته، الجزء الأول.
- هالة ناجى عبد الحفيظ(2009): تأثير برنامج لتنمية بعض مهارات القراءة الناقدة باللغة العربية للأجانب فى تعديل اتجاه الطلاب نحو الثقافة الإسلامية، رسالة ماجستير، كلية التربية – عين شمس .