مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ينظم برنامجا تثقيفيا للطلاب الوافدين.

في الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ينظم برنامجا تثقيفيا للطلاب الوافدين. في إطار حرص مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية […]

في الدورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب
مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ينظم برنامجا تثقيفيا للطلاب الوافدين.

في إطار حرص مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها على مشاركة الطلاب الوافدين في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخمسين، وانطلاقا من الدور المحوري الذي تقوم به المنظمة العالمية لخريجي الأزهر -المشرفة على المركز- وحرصها على إفادة الطلاب الوافدين، وإكسابهم اللغة في ضوء مواقف حياتيه، يستخدمون فيها اللغة بمهاراتها المختلفة خاصة مهارتي: الاستماع والمحادثة؛ فقد قام المركز بتنظيم عدة أفواج من الطلاب الوافدين لزيارة المعرض، وذلك تحت إشراف أعضاء من هيئة التدريس بالمركز؛ لمساعدة الطلاب في التعرف على الفعاليات والندوات التي تعقد بالمعرض، بالإضافة إلى معاونتهم في اختيار الكتب وانتقائها.
بدأ الطلاب بزيارة لجناح الأزهر الشريف، واطلعوا على العديد من الكتب المنشورة به، وعدها قام الطلاب بزيارة لجناح المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، واطلعوا على الكتب المعروضة، وشاهدوا عروضا مختلفة خاصة عروض مجلة نور.
وفي سياق متصل حضر الطلاب ندوة بقاعة الندوات بجناح الأزهر الشريف بعنوان إدارة التنوع في مصر… بيت العائلة نموذجا، التي حاضر فيها الأستاذ الدكتور محمد أبوزيد الأمير المنسق العام لبيت العائلة المصري، ونيافة الأنبا أرميا الأسقف العام أمين مساعد بيت العائلة المصري، وأدار الندوة د. كمال بريقع مقرر لجنة الرصد والمقترحات ببيت العائلة.
وقد كانت هذه الندوة بمثابة درس عملي في الوسطية والاعتدال حيث وضح الأستاذ الدكتور محمد أبوزيد الأمير أن التنوع يعني الاطلاع على حضارة الآخر؛ فتحدث عن القديسة الشهيدة دميانة التي رفضت عبادة الأوثان هي وأربعون فردا قبل مقدم النبي -صلى الله عليه وسلم- بحوالي 250 عاما، وذكر أن بيت العائلة مثال تطبيقي للتنوع والتعايش، وقال: إن الأزهر يعرف دور الكنيسة القبطية، وأن الكنيسة القبطية تعرف دور الأزهر جيدا، ووضح أن التنوع والاختلاف من سنن الفطرة التي خلق الله الإنسان عليها، وأيدت ذلك العديد من الآيات قال تعالى” ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم”.
وتطرق إلى أن هناك فرقا بين الخلاف والاختلاف؛ فالخلاف شر، والاختلاف يعني التعدد والتنوع والثراء، وقد بين القرآن أن الناس أمة واحدة ولكن هذا لا ينفي عناصر التنوع والاختلاف داخل الأمة، وشدد على أهمية قبول الآخر، وقال: إن التطبيق يكون بما يتم ويحدث على أرض الواقع؛ حتى يتحقق المعنى الحقيقي للتنوع وأوضح أن حقوق مشتركة ومبادئ عدل بيننا جميعا ، والأزهر يسير في مذهبه الوسطي على التعدد والتنوع وأنه يدرس الفقه على المذاهب الأربعة ، كما أن الشرائع الأخرى تحتوي على قبول التعددية مما يفتح باب السعة وقبول الآخر.
وتحدث فضيلته كيف بدأ إنشاء بيت العائلة بمبادرة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ورحب بها قداسة البابا تواضروس وصدر قرار رئيس الوزراء في عام 2011 وهو نموذج لتطبيق التنوع وكيفية التعايش بين المسلمين والأخوة الأقباط في مصر، واللقاءات الدائمة بين الأزهر والكنيسة في شتى ربوع مصر تطبيق عملي لذلك.
وتحث فضيلته أن الأزهر الشريف يرحب بكل الشعوب، ففي الأزهر يدرس أكثر من 107 جنسية وهو أمر يدل على التنوع والتعدد والانفتاح على الآخر وذكر أن بيت العائلة يسعى لتحقيق التعاون من أجل خدمة الوطن.
ومن جانبه أشار نيافة الأنبا أرميا إلى أهمية التنوع ووجوده في كل ما حولنا؛ فالناس مختلفون في الجنس واللون والصفات، وبيَّن أن الفئات المتباينة أكثر إبداعا من المجموعات المتآلفة، وأن جميع الأديان حثت على التعاون، مؤكدا أن الجهل من الأمور التي تزيد الصراعات، وتكون حائلا عن فهم الآخر، وتحدث –أيضا- عن أهمية غرس الفضائل ونشر السلوكيات الطيبة، والتسامح ونشر المحبة والرحمة، وأنها رسالة كل الأديان ، كما بيَّن أن غرس مفهوم التنوع لن يتحقق إلا بالعمل الجاد من أجل ترسيخ ذلك الفكر الذي يسعى بالنهوض بالمجتمعات والدول.
وقد أبدى الطلاب الوافدون سعادة بالغة بهذه الجولة التثقيفية التعليمية التي تعد بمثابة التطبيق العملي لاستخدام اللغة.
رافق الطلاب في هذه الزيارة السادة الأفاضل: محمد جبل، شريف فتحي، ياسمين (……).

تغطية
الأستاذ: محمد جبل
المدرس بمركز الشيخ زايد
لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها