المقال الرئيسي

(الصدق) مما لا شك فيه أن الصدق أساس عظيم من الأسس التي يقوم عليها الدين الإسلامي ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – كان معروفا في مكة بالصادق الأمين […]

(الصدق)

مما لا شك فيه أن الصدق أساس عظيم من الأسس التي يقوم عليها الدين الإسلامي ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – كان معروفا في مكة بالصادق الأمين ، وهو- ايضاً – ما يُعرف به الأنبياء والمرسلون – عليهم السلام- وقد أثنى الله- تعالى – على أنبيائه ووصفهم بالصدق فقال: ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا)) ، ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا))، ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا)). سورة مريم . 

إن الصدق له أهمية عظيمة وفائدة كبيرة حيث إنه سبب من أسباب الهداية ودخول الجنة، وعلى الجانب الآخر فإن الكذب سبب من أسباب دخول النار ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) متفق عليه.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الصدق دليل على الإيمان والتقوى ، فقد أثنى الله – تعالى – على الصادقين بالتقوى والإيمان والإسلام والصبر ثم وصفهم بأنهم أهل الصدق كما جاء في سورة البقرة ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ)).

والصدق له أنواع لأن المسلم  الحقيقي يكون صادقًا مع الله وصادقًا مع الناس وصادقًا مع نفسه. فالصدق مع الله: يكون بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياء ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله.

والصدق مع الناس: فيكون بعد الكذب ، فالمسلم لا يكذب فيتعامله مع الآخرين، يقول النبي- صلى الله عليه وسلم – قال: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) [رواه البخاري].

أما الصدق مع النفس: فإن المسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة) [رواه أحمد والترمذي والنسائي]..

فواجب على المسلم أن يكون صادقا في كل أحواله، وأن يتحلَّى بهذا الخلق العظيم ، ويقول الصدق ولا يخاف أحدا إلا الله . يقول الشاعر:

ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌ نَقِيّةٌ               وألسُنُ أهلِ الصّدْقِ لا تَتَلَجْلَجُ

وخلاصة القول : أن الصدق أساس عظيم من أسس الدين الإسلامي ، وأنه خلق الأنبياء جميعا ، وله أهمية عظيمة وفوائد كبيرة كدخول الجنة والتقوى ، وأن الصدق له أنواع كالصدق مع الله ومع الناس ومع النفس . فأحرى بكل مسلم أن يقتدي  بالرسول – صلى الله عليه وسلم  – في صدقه وأن يجعل الصدق صفة دائمة له لإن الصدق منجاة.

أ- البراء صفوان

طبق العدد >>