وأقسامه ثلاثة: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى”
أقسامه ثلاثة، أقسام الكلام ثلاثة، أولاً: قبل ذلك عندنا كلام، وبه بدأ المؤلف؛ لأنه هو المفيد، وهو المبحوث فيه، وبعضهم يقدم قبل الكلام الكلمة؛ لأنها الجزء الذي يتركب منه الكلام، وينبغي أن تكون الأجزاء قبل المجموع، قبل الكل، كما أن الجدار المبني من لبنات يبدأ بهذه اللبنات بالأجزاء، ثم يتم المجموع، تطلق الكلمة ويراد بها الكلام، كما في قوله: (لا إله إلا الله) كلمة الإخلاص كلمة، وألقى فلان كلمة والمراد بذلك كلام، فيطلقون الكلمة ويريدون بذلك الكلام.
أقسام الكلام ثلاثة لا رابع لها، وسبب الحصر الاستقراء للغة العرب، فلا يوجد غير هذه الأقسام الثلاثة، وإن زعم بعضهم أن هناك قسماً رابعاً هو الخالف، ما معنى الخالف؟ اسم وفعل وحرف وخالف، الذي يخلف الفعل، والمراد به: اسم الفعل، “أقسامه ثلاثة: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى” الاسم هو الكلمة التي تدل على معنىً غير مقترن بزمن، الاسم كلمة تدل على معنى غير مقترن بزمن، والفعل كلمة تدل على معنىً أو على حدث مقترن بزمن، فإن كان الزمن قد مضى
“حرف جاء لمعنى” يخرج بالحرف الذي جاء لمعنى حروف المباني، يعني المبحوث عنها في الكلام حروف المعاني التي هي جزء من أجزاء الكلام، بينما حروف المباني لا تبحث هنا، وحرف المبنى يختلف عن حرف المعنى، حرف المبنى الذي يتركب منه الكلمة، فعندنا (على) حرف لكنه مركب، هذا حرف معنى، مركب من ثلاثة حروف بناء، العين واللام والألف اللينة، و (في) حرف مركب من إيش؟ حرفين من حروف البناء التي هي الفاء والياء، فمرادهم بالحرف هنا حرف المعنى، ولذا قال: “وحرف جاء لمعنى” يقصد بذلك حروف المباني، والخلاف بين أهل العلم في الحرف الذي جاء في حديث الترغيب بقراءة القرآن، كل حرف بعشر حسنات ((لا أقول: ألم حرف؛ ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)) بين أهل العلم معروف هل المراد بذلك حروف المباني وحروف المعاني، والأثر المترتب على الخلاف معروف.